موجز تنفيذي
اندماج الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين في أوروبا الغربية
يرآز هذا البحث على قضايا اندماج الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين في أوروبا الغربية
لأنهم يواجهون مشاآل وتحديات خاصة فيما يتعلق باندماجهم في المجتمع المضيف، وآذلك لأن معظم
الإرهابيين المزعومين في حوادث التفجير في لندن ومدريد مواطنون أوروبيون مولودون في أوروبا.
ويتوقف تكوين هوياتهم الدينية وتفصيلها منطقيا على ذلك.
١ -معلومات أساسية: الاتجاه الديمغرافي
• انتقل آثير من المهاجرين المسلمين إلى أوروبا بموجب "مشروع العمال الضيوف" الذي نفذته
معظم بلدان أوروبا الغربية (حتى منتصف السبعينات من القرن العشرين). ومنذ ذلك الحين
دخل مزيد من المهاجرين المسلمين إلى البلاد آأفراد أسر العمال الضيوف.
• الإسلام أسرع الديانات انتشاراً في أوروبا اليوم. فقد تضاعف عدد المسلمين خلال العقد
١ المنصرم فوصل إلى ٢٣ مليون نسمة
(٥ %من مجموع سكان الاتحاد الأوروبي)، مقارنة بــ
٠٠٠ ٨٠٠ في عام ١٩٥٠ـ وعددهم يتزايد بسرعة. فمعدل مواليد المسلمين في أوروبا يساوي
ثلاثة أضعاف معدل مواليد الأوروبيين غير المسلمين، وهذا الأخير آخذ في الانخفاض. ومن
المتوقع أن يتضاعف عدد المسلمين بحلول عام ٢٠٢٥ ،وأن يصل إلى ٢٠ %في عام ٢٠٥٠،
هذا دون احتمال إضافة ٧٠ مليون مسلم إذا دخلت ترآيا عضوية الاتحاد الأوروبي.
• المسلمون في أوروبا متنوعون عرقاً ولغةً. وفي الاتحاد الأوروبي يوجد في فرنسا أآبر عدد
من السكان المسلمين، إذ يبلغ عددهم ستة ملايين نسمة (من مجموع السكان البالغ ٦٢ مليوناً).
ويوجد في ألمانيا ثاني أآبر مجموعة من المسلمين، إذ يوجد فيها ثلاثة ملايين مسلم (من
مجموع السكان البالغ عددهم ٨٢ مليوناً)، وتليها إنجلترا، التي يوجد فيها مليون ونصف مليون
مسلم (من مجموع السكان البالغ عددهم ٦٠ مليوناً)، وإيطاليا وإسبانيا اللتين يوجد في آل
واحدة منهما نحو مليون مسلم (من مجموع السكان البالغ عددهم ٥٨ مليوناً لإيطاليا و٤٠
مليوناً لإسبانيا). وقد أخذت بلدان أوروبا الغربية بنهوجٍ مختلفة تجاه الطريقة التي تعامل بها
الأقليات المسلمة (نظراً إلى اختلاف تاريخ الدول الأعضاء في الاتحاد وإطارها القانوني)
وتتفاوت سياساتها من قبول "التعدد الثقافي" إلى اقتضاء الانصهار التام، إلى شيء ما بينهما".
ويقول الخبراء إنه لم يصل أي بلد أوروبي حتى الآن إلى النهج المثالي.
يوجد ١٥ مليون مسلم في أوروبا الغربية.
٢ -ثلاثة نماذج رئيسية للاندماج في أوروبا
نموذج الانصهار:
فرنسا
• ترتكز سياسة فرنسا تجاه الهجرة على مبدأين رئيسين، هما:
المساواة بين جميع الخلفيات
وتوقُّع أن يندمج المهاجرون اندماجاً تاما في المجتمع الفرنسي.
النموذج المتعدد الثقافات:
المملكة المتحدة
• نهج المملكة المتحدة يشجع التسامح والتنوع والاندماج بينما يسمح للمهاجرين والمجموعات
العرقية بأن يحتفظوا بهوياتهم الثقافية وعاداتهم.
"في مكان ما بين الطرفين":
ألمانيا وإسبانيا
• توجد على المقياس بين التعدد الثقافي ونهج الاندماج أمثلة البلدان التي يُعتبر فيها المهاجرون
منذ زمن بعيد مقيمين مؤقتين، لديهم تراثهم الثقافي وهويتهم الثقافية، وسيعودون في نهاية
المطاف إلى أوطانهم. ولم تُبذَل، حتى وقت قريب، محاولات تُذآر لدمج الأقليات المسلمة في
المجتمع.
٣ -التحديات التي تواجه مشاريع الدمج القائمة
9 عدم وجود سياسات هجرة متسقة واستباقية (وهي شرط مسبق لسياسة دمج شاملة) – ومن
العناصر الأساسية لهذه السياسةِ الشفافيةُ في السماح بدخول المهاجرين:
ما الذي يُتوقَّع منهم
وما الذي يَتوقَّعونه هم (أدوات للقادمين حديثاً ليعملوا بشكلٍ آافٍ في المجتمع، ويتمكنوا من
الوصول إلى المرافق العامة على قدم المساواة مع المواطنين)؛
9 التهميش الاجتماعي- الاقتصادي والسياسي؛
9 الفصل في المساآن والاستبعاد الاجتماعي؛
9 ظهور أحزاب سياسية مناوئة للمهاجرين؛
9 عدم إتقان اللغة المحلية وعدم معرفة تاريخ البلد المضيف وثقافته؛
9 الخوف من الإسلام؛
9 التمييز وقلة التعليم؛
9 يتوقف تدبير أمر المهاجرين أيضاً على أحوال الدولة المستقبلة لهم. فإذا آانت الدولة متعددة
الأعراق والديانات آانت الهجرة سهلة نسبيا.
4
٤ -تقييم نماذج الاندماج في أوروبا
• نماذج قائمة للاندماج أثبتت عدم فعاليتها
أثبتت النماذج التاريخية للاندماج في أوروبا أنهها ليست ضماناً لاندماج ناجح. ويُظهر آثير من
أبناء الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين مستوى من التفاعل الاجتماعي مع غير المسلمين
مخيبا للآمال، وقلة أُلفةٍ لقواعد المجتمعات المضيفة وقيمها، ورداءة أداء في التعليم أو سوق
العمل.
• الإسلام مقابل الديمقراطية
عدم قدرة أبناء الجيلين الثاني والثالث من المسلمين (الباحثين عن هويتهم) على الاندماج مرتبط
هو أيضاً بحقيقة أن معتقدات المسلمين وممارساتهم قد عُزِلَت (منذ التسعينات من القرن
العشرين) بحجة أنها لا تتفق مع معايير الديمقراطية الليبرالية ومعايير حقوق الإنسان في البلدان
الأوروبية. وأدت الفجوة القائمة بين المفهوم السياسي للإسلام وخبرة المسلمين أنفسهم إلى وقوع
ردودِ فعلٍ راديكالية وعنفٍ.
• تأثيرات السياسات الأمنية الجديدة
النهج الذي سلكته الحكومات بشأن الأمن بعد ٩/١١ جعل المسلمين أيضاً أهدافاً محددة ووضعهم
في وضعِ خلافٍ مع المجتمعات التي يعتبرون أنفسهم مواطنين شرعيين فيها، مما عزز عقلية
الغيتو التي جعلتهم مستمعين متزايدي العدد لتعليمات متطرفة خارجة عن سيطرة المساجد
القائمة والسلطات المحترمة.
• الطابع الدفاعي لسياسات الهجرة
أدى ذلك إلى انتهاج سياسات هجرة دفاعية أخطأت الرؤية الأوسع للتماسك الاجتماعي الأعظم.
٥ -على الصعيد الإقليمي:
الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لدمج المسلمين
• في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٤ اعتمد زعماء الاتحاد الأوروبي ١١ مبدأً أساسيا
مشترآاً عُرِّفَت بأنها ضرورية للاندماج، وهي:
الحصول على العمل، والتعليم، والخدمات
العمومية؛ والحماية من التمييز؛ ومعرفة أساسية بلغة المجتمع المضيف وتاريخه ومؤسساته؛
ومشارآة المهاجرين في العمليات الديمقراطية للدول الأعضاء واتخاذها القرارات السياسية.
• أيلول/سبتمبر ٢٠٠٥" :
جدول الأعمال المشترك للدمج" يحتوي على تدابير لتنفيذ هذه
المبادئ الأساسية.
5
• اليوم، جرت إعادة تقييم لمفاهيم الانصهار والتعدد الثقافي، ويُعتبر أن نهجاً أآثر عمليَّةً قد
برز من عملية إعادة التقييم هذه. وأثبتَت أفضلُ الممارسات التي جمَّعها الاتحاد الأوروبي
بأنها الاعتبار الذي سيؤخذ به اليوم لإيجاد بيئة مواتية للاندماج الناجح.
٦ -على الصعيد الوطني:
مبادرات لتحسين اندماج المسلمين
(أ) من حيث التعليم
9 دورات دراسية إلزامية في لغة المجتمع المضيف وتاريخه ومؤسساته وثقافته؛
9 تدريس اللغة للأئمة؛
9 زيادة فرص حصول الجالية الإسلامية على التعليم:
مثلاً، في المملكة المتحدة:
- العمل مع الأطفال الصغار الموهوبين في المناطق المحرومة لضمان تحسين فرص
دخول أبناء الأقليات إلى أفضل الجامعات.
- العمل أيضاً على زيادة عدد المدرِّسين من أبناء الأقليات ليكونوا قدوة يُقتدى بها في
المدارس البريطانية.
(ب) من حيث قبول الممارسات الدينية
9 الاحتفال بأعياد المسلمين وإعطاؤهم تسهيلات لأداء الصلاة في مكان العمل؛
9 تمويل الدولة لمدارس المسلمين وإنشاء مدارس للمسلمين؛
9 إنشاء جمعيات إسلامية؛
9 إنشاء مراآز بحوث في الإسلام (مثل مرآز الإسلام في أوروبا (في
بلجيكا)؛
9 مبادرات لتشجيع ظهور أصوات إسلامية معتدلة؛
9 مبادرات لتيسير الوصول إلى المجتمع المدني بواسطة:
- تعيين مزيد من المسلمين آموظفين لإنفاذ القوانين؛
9 الحماية من التمييز:
- المنظمة الفرنسية لمكافحة الخوف من الإسلام، أُنشئت في عام ٢٠٠٣؛
- اعتُمِدَ في الآونة الأخيرة قانون في المملكة المتحدة يحظر التحريض على الكراهية
الدينية.
6
٧ -النتائج الرئيسية
• الحاجة إلى زيادة التمثيل السياسي للمسلمين في أوروبا، فهو ما زال ضئيلاً: إنَّ مشارآة
المهاجرين في العملية الديمقراطية وفي صياغة سياسات وتدابير الدمج، التي تؤثر فيهم
تأثيراً مباشراً، لا سيما على الصعيد المحلي، عزز اندماجهم وتزيد شعورهم بالانتماء
(آالانضمام إلى الأحزاب السياسية، مثلاً).
• الحاجة إلى تضييق الفجوة في العمل بين المواطنين وغير المواطنين
يجب فعل ما هو أآثر لتدبير الوظائف والشمول الاجتماعي، مع التشديد بوجه خاص على
المساواة بين الجنسين وعلى الأشخاص الذين لديهم عوائق.
• الحاجة إلى تشجيع مساهمة المهاجرين المسلمين بطريقة إيجابية في سوق العمل
يوجد عدد متزايد من طلبة الجامعات المسلمين المندمجين جيداً وهم الآن في طريقهم إلى
الحرآة الاجتماعية والاقتصادية ويرفضون التطرُّف. ينبغي أن تفعل الحكومات الأوروبية أآثر
مما فعلت لتعبئة هؤلاء المعتدلين وإيجاد قدوة حسنة للأقليات آما يحدث في الولايات المتحدة.
• الحاجة إلى تحويل ثقافات المؤسسات الحكومية وثقافات القطاع الخاص بواسطة التدريب
مكافحة التمييز والعنصرية والخوف من الأجانب بواسطة بيانات عمومية واضحة ومحددة تقول
إن للمسلمين مكاناً شرعيا في المجتمع؛ وبتدريب موظفي الخدمات الحكومية على قبول تعدد
الأديان، والمعاقبة بصورة مهنية على أي مظهر من مظاهر السلوك القائم على التمييز. ومن
الأهمية بمكان أيضاً مراقبة وتقييم نجاح المؤسسات الحكومية في خدمة المهاجرين وإجراء
تعديلات على أساس مستمر.
• يجب أن تكون سياسات الدمج شاملة في المجالات التي تغطيها، وهذا يعني أنها لا تخدم
مصالح الأغلبية الوطنية فقط، وإنما تخدم احتياجات المهاجرين أيضاً. والمجالان الاقتصادي
والاجتماعي، لا سيما سوق العمل، والتعليم والإسكان، والصحة مجالات ذات أولوية. وإن
السياسات في المجال السياسي والثقافي (بما في ذلك الدين) مجال لا غنى عنه للدمج على
المدى البعيد.
• إرسال أيضاً إشارة سياسية قوية تفيد بأن الدمج الناجح ضروري جدا لنمو البلد والاتحاد
الأوروبي واستقرارهما وتماسكهما، بدلاً من وصف المهاجرين بأنهم يشكلون تهديداً
اقتصاديا وأمنيا للمجتمع الذي يستقبلهم. وآذلك أرسل رسالة سياسية قوية تفيد بأن
الإسلام هو الآن ثاني أآبر ديانة في أوروبا وأنه لا يمكن بعد اليوم اعتبار المسلمين
"مهاجرين"، لأن أغلبيتهم فرنسيون، وبريطانيون، إلخ. أو لأنهم يعيشون في أوروبا منذ
سنين عديدة – وفي بعض الحالات آما في المملكة المتحدة، أآثر من نصف قرن.
7
• نظراً إلى أن اللغة شيء لا بد منه للاندماج وأن ثمةَ حاجةً إلى تعلُّمها بكثافة، يمكن اقتراح
حوافز أآثر تتصل بشروط الإقامة والتجنُّس (تيسير وتعجيل الحصول على إذن الإقامة الدائم
أو تخفيض مدة الانتظار قبل أن يصبح المرء أهلاً للحصول على الجنسية).
• تعزيز التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني العامل في ميدان الهجرة والاندماج، لأن
المجتمع المدني يقدم معلومات أآثر واقعية عن مشاآل المهاجرين واحتياجاتهم، ويمكنه أن
يساعد على تصميم الدورات الدراسية على نحو يجعلها تلبي هذه الاحتياجات.
استنتاج:
يفكر الاتحاد الأوروبي في إيجاد مجتمع أوروبي بينما يحافظ على الهوية الثقافية للبلدان والأقاليم
والمواطنين باعتبارها أآثر الأسس دواماً واستقراراً لإيجاد "أوروبا آبيرة". ويقول آبار المفكرين،
، إن "التحدي اليوم هو أن تجعل المسلمين يفهمون أنه لا ينبغي لك أن تكون أقل ٢ أمثال طارق رمضان
٣ إسلاماً لتكون أآثر أوروبيةً. يمكنك أن تكون مسلماً وأوروبيا معاً."
تـقريــر متكامـل
دمج الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين
في أوروبا الغربية
أعدت هذه الورقة لمبادرة تحالف الحضارات آتقرير أوَّلي عن قضايا الهجرة لدى الجيلين الثاني
والثالث من المهاجرين المسلمين في أوروبا الغربية، الذين يواجهون مشاآل وتحديات خاصة فيما
ي
8
مهاجر، معظمهم من البلدان الإسلامية، إلى أوروبا؛ ومعظمهم يأتون بتأشيرات جمع شمل الأسر
المشتتة أو آلاجئين يلتمسون مأمناً. وقد تضاعف عدد المسلمين في أوروبا في العقد الأخير فبلغ نحو
٤ ٢٣ مليون نسمة
، أو ٥ %من سكان الاتحاد الأوروبي، مقارنة بــ ٠٠٠ ٨٠٠ نسمة في عام ١٩٥٠،
وعددهم يتزايد بسرعة. فمعدل الولادات عند المسلمين في أوروبا يساوي ثلاثة أضعاف معدل
الولادات عند الأوروبيين غير المسلمين، وهذا الأخير آخذ في الانخفاض. ومن المتوقع أن يتضاعف
عدد المسلمين في عام ٢٠٢٥ .وسيصل بالمعدلات الراهنة إلى ٢٠ %من مجموع السكان في عام
٢٠٥٠ ،وهذا دون احتمال إضافة ٧٠ مليون مسلم آخرين إذا دخلت ترآيا في عضوية الاتحاد
الأوروبي. وفي هذا السياق سيكون المسلمون أقليةً هامَّةً وآبيرة، وسيؤدون دوراً هاما في تشكيل
مستقبل القارة.
٢ -في داخل الاتحاد الأوروبي، يوجد في فرنسا أآبر عدد من المسلمين، إذ يبلغ عددهم ستة ملايين
نسمة (من مجموع ٦٢ مليوناً). وألمانيا وطن لثاني أآبر مجموعة من المسلمين، إذ يبلغ عددهم ثلاثة
ملايين نسمة (من مجموع ٨٢ مليوناً)، وتليها إنجلترا، التي يقطن فيها ١٫٥ مليون نسمة (من مجموع
٦٠ مليوناً)، ثم إيطاليا وإسبانيا اللتين يقطن آلا منهما نحو مليون نسمة (من مجموع ٥٨ مليوناً في
إيطاليا و٤٠ مليوناً في إسبانيا). وتوجد في معظم بلدان الشمال الأوروبي وأوروبا الوسطى جاليات
مسلمة أقل عدداً من ذلك. والمسلمون في أوروبا متنوعون عرقاً ولغةً. وتوجد خلافات ومنافسات
ثقافية ودينية وعرقية آبيرة بين هذه المجموعات. ومما يُذآر أن الأحداث الأخيرة التي نُشرت أخبارُها
على نطاق واسع، مثل الانفجارات التي وقعت في لندن في شهر تموز/يوليو، والهجمات بالقنابل التي
وقعت في مدريد في عام ٢٠٠٤ – وحوادث مثل اغتيال مخرج الأفلام الهولندي ثيو فان غوخ في
تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٤ ،أرغمت بلداناً على إعادة النظر في آيفية معالجة جالياتها الإسلامية
المتزايدة أعدادُها بسرعة. وفي الوقت ذاته يناضل الاتحاد الأوروبي لدمج السكان المسلمين المتزايدة
أعدادُهم، لكن يوجد بين المسلمين في أوروبا عدد آبير إلى حد غير متناسب من الفقراء أو العاطلين
عن العمل أو السجناء. واتخذت بلدان أوروبا الغربية نُهوجاً مختلفةً جدا إزاء الطريقة التي تُعامل بها
أقلياتها المسلمة (نظراً إلى تاريخ آل دولةٍ عضوٍ وإطارِها القانوني)، وتتفاوت سياساتها من قبول
"التعدد الثقافي" إلى اقتضاء الانصهار الكامل، إلى "موقف ما بين الاثنين". ويقول الخبراء إنه لم يأت
أي بلد في أوروبا حتى الآن بالحل الأمثل.
يوجد ١٥ مليون مسلم في أوروبا الغربية. 4
9
٣ -ثلاثة نماذج رئيسية للدمج في أوروبا
نموذج الانصهار:
فرنسا
• تقوم سياسة الهجرة الفرنسية على مبدأين اثنين عامَّين، هما:
المساواة بين جميع الخلفيات
وتوقُّع اندماج المهاجرين اندماجاً تاما في المجتمع الفرنسي. وإن آان الاحتجاج "بالحق في
الاختلاف" حتى في فرنسا قد ازداد قوة في السنوات الأخيرة.
نموذج التعدد الثقافي:
المملكة المتحدة
• يشجع نهج المملكة المتحدة على التسامح والتنوُّع والاندماج، بينما يسمح للمهاجرين والفئات
الإثنية بالمحافظة على هوياتهم الثقافية وعاداتهم. وتفترض سياسات التعدد الثقافي لا مجرد
الشمول السياسي والمساواة في المجال الاقتصادي- الاجتماعي، وإنما تهدف أيضاً إلى تحقيق
الإنصاف الثقافي والديني.
"في موقفٍ ما بين الاثنين":
ألمانيا وإسبانيا
• توجد على المقياس بين التعدد الثقافي ونهج الانصهار أمثلة لبلدان آان المهاجرون فيها منذ
زمن بعيد يُعتبرون مقيمين مؤقتين، لهم تُراثُهم الثقافي وهويتُهم، وأنهم سوف يعودون في
نهاية المطاف إلى أوطانهم. وحتى عهد قريب، لم تُبذل جُهود تُذآر لدمج الأقليات الإسلامية
في هذه البلدان. ففي ألمانيا، مثلاً، آان الحصول على الجنسية يرتكز على الخلفية الإثنية دون
غيرها قبل قانون الجنسية الذي صدر في عام ٢٠٠٠ ،بالتوازي مع قانون جديد للهجرة سمح
بالهجرة على أساس المهارات بالدرجة الأولى وفَتَحَ البابَ أمام المسلمين للحصول على
الجنسية.
٤ -التحديات التي تواجه مشاريع الدمج القائمة
9 عدم وجود سياسات هجرة متسقة واستباقية (هذا شرط مسبق لسياسة دمج شاملة)؛
9 عدم إتقان اللغة المحلية وعدم معرفة تاريخ المجتمع المضيف وثقافته؛
9 الإرهاب
من منظور الأمن الوطني:
يمكن أن تجعل قوانين مكافحة الإرهاب سياسات الهجرة والدمج
أآثر دفاعية، لكنها تميل أيضاً إلى وصم الجالية المسلمة.
9 الخوف من الإسلام والمفهوم السلبي للإسلام
10
من منظور الرأي العام:
بعد انهيار نظم الحكم الشيوعية ازدادت البطالة زيادة هائلة في أوروبا
فسلطت الأضواء على المهاجرين. وبعد ١١ أيلول/سبتمبر وجد المسلمون الذين آان يُعتقد
بأنهم يهددون النظام آمهاجرين أنهم بدأوا يُتَّهَمون بصفات أخطر من ذلك بكثير، تتراوح من
آونهم عبئاً اقتصاديا إلى الخطر الذي جاءت به ثقافتهم. وظهرت عنصرية جديدة بناءً على
الاختلافات الثقافية مدَّعيةً أن المسلمين لا يتفقون مع الثقافة الأوروبية. حتى المواطنون
المسلمون الذين هم من الجيل الثالث أصبح يُنظَر إليهم على أنهم خارجيون خطرون. وأصبح
المسلمون أهدافاً للعداء المتزايد ويواجهون أذىً متزايداً – بدنيا وآلاميا .
9 التمييز وقلة التعليم
هذان الموضوعان آلاهما هما السببان الرئيسيان لارتفاع نسبة البطالة والعزل الغاضب
للمهاجرين في أوروبا. وألمانيا على وجه التحديد قلقة لأن أغلبية العاملين الضيوف الأتراك
جاءوا من مناطق ريفية، تنقصهم المهارات الفنية ولا يملكون ناصية اللغة الألمانية. وقد تعلم
أطفالُ الجيل الأول من المهاجرين، المولودون في أوروبا، في المدارس الأوروبية ويتكلمون
اللغات الأوروبية الغربية بطلاقة. غير أن هذا الجيل الثاني اختبر الحواجز التي تعترض قبول
المجتمع الأوروبي له، بما في ذلك التمييز على نطاق واسع، الذي يحدث على آل مستوى من
مستويات المجتمع، من الإسكان إلى التعليم إلى الممارسات الثقافية، إلى رفض التوظيف، إلى
التقدم في درجات السُّلم الوظيفي، إلى خدمات المكاتب الإدارية.
9 التهميش الاجتماعي-الاقتصادي والسياسي
تبيِّن جميع الدراسات الاستقصائية أن المهاجرين المتعلمين يجدون صعوبة في الحصول على
وظائف، مع أن آثيراً منهم وُلدوا وتَرَبَّوا في هذه البلدان. ويوجد في بعض الضواحي، أو
"الأحياء" الواقعة خارج باريس التي تسكن فيها جاليات إسلامية آبيرة، بطالةٌ تبلغ نسبتها ١٧
في المائة، مقارنةً بنسبة البطالة الوطنية البالغة ٩٫٤ في المائة. ويقول الخبراء إن هذه هي
الأحياء التي يتحول فيها آثير من الشباب المسلمين إلى الراديكالية. وفي هولندا وبلجيكا
والسويد والدانمرك تبلغ نسبة البطالة بين المولودين خارج البلاد أآثر من ضعف نسبتها بين
المواطنين الأصليين. وتَبَيَّنَ من دراسة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية في المملكة المتحدة أن
احتمال دعوة الأفراد الذين يحملون أسماء إسلامية إلى مقابلة للحصول على وظائف أقل آثيراً
من احتمال دعوة غيرهم. وآذلك يعاني المسلمون من التهميش السياسي. فيوجد في بريطانيا،
مثلاً، عضوان اثنان مسلمان في البرلمان، وفي فرنسا لا يوجد أي واحد. (ويشكل المسلمون
في هذين البلدين ٢٫٥ في المائة في بريطانيا و١٠ %في فرنسا)، ويبدو أن من الأنسب زيادة
مشارآتهم.
11
9 التنافس الإثني والديني
يؤدي التنافس بين الجاليات المسلمة المختلفة إلى قلة نفوذها السياسي والاجتماعي في البلدان
المضيفة. ففي بلجيكا، مثلاً، لم يُنفَّذ بعدُ قانون يعترف بالإسلام ديناً بسبب عدم الاتفاق فيما بين
هذه الجاليات.
9 الفصل في المساآن والاستبعاد الاجتماعي
الأحياء السكنية الإسلامية المحصورة أرض خصبة لإنبات العزل أو ما هو أسوأ، وترتفع فيها
مستويات البطالة والجريمة والفقر واليأس.
9 ظهور أحزاب سياسية مناوئة للمهاجرين
حققت الأحزاب التي جعلت معاملة المهاجرين والهجرة بالشدة والضغط رآناً من أرآان
برامجها السياسية نتائج جيدة في الانتخابات التي أجريت مؤخراً. مثال ذلك أن حزب الحرية
في النمسا الذي يرأسه جورج هايدر - وينعته الكثيرون بمعاداة الهجرة والخوف من الأجانب -
حقق نتائج جيدة في انتخابات عام ١٩٩٩ .وفي عام ٢٠٠٢ هَزَّ جان ماري لوبان العالم عندما
هزم المنافس الرئيسي للرئيس جورج شيراك، وهو الاشتراآي ليونيل جوسبان الذي آان آنذاك
رئيساً للوزراء، في الجولة الأولى من التصويت في انتخابات الرئاسة.
9 البعد عن الوطن
المسافة البعيدة التي تفصل الهنود والباآستانيين عن شبه القارة تشكل عاملاً إيجابيا لاندماجهم،
بينما القرب الجغرافي لترآيا يعمل في الاتجاه المعاآس.
٥ -تقييم نماذج الاندماج في أوروبا
(أ) نماذج الاندماج القائمة أثبتت عدم فعاليتها
أثبتت النماذج التاريخية للاندماج في أوروبا أنها ليست ضماناً للاندماج الصحيح. فكثير من
المهاجرين أبناء الجيلين الثاني والثالث يُظهرون مستويات من خيبة الأمل في التفاعل
الاجتماعي مع غير المسلمين، وقلة الأُلفة مع قواعد المجتمعات المضيفة وقيمها، ورداءة
الأداء في التعليم أو سوق العمل، والتمييز والخوف من الغريب. وآانت دواعي القلق هذه
واحداً من العوامل التي تفسر التوآيد مؤخراً على تعلُّم اللغة في فرنسا وألمانيا وهولندا
والمملكة المتحدة. يضاف إلى ذلك أن الحواجز الهيكلية في المجتمع التي تعترض سبيل
اندماج غير المواطنين، إنما هي جزء أساسي من نظم التعليم الأوروبية. وغالباً ما تكون
ترتيبات التعليم الديني غير مرضية.
12
(ب) الإسلام مقابل الديمقراطية
يرتبط الفشل في دمج أبناء الجيلين الثاني والثالث من المسلمين أيضاً بكون المعتقدات
والممارسات الإسلامية قد استُفرِدَت (منذ أوائل التسعينات من القرن العشرين) وَوُصِفَت
بأنها لا تتفق مع معايير الديمقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان في البلدان الأوروبية.
ج- العزل الثقافي
أَخرجت مناقشةُ العنف الذي وقع مؤخراً في فرنسا إلى العلن العزلَ الثقافيَّ الهائل والبحث
بِنَهَمٍ عن الهوية. وأدَّت الشُّقَّةُ القائمةُ بين المفهوم السياسي للإسلام وخبرة المسلمين أنفسهم
إلى وقوع ردودِ فعلٍ راديكالية وعُنفٍ. فكون بعض الشباب المسلمين الأوروبيين قد انضموا
إلى طالبان في أفغانستان، مثلاً، يشير إلى أن التمييز يمكن أن يؤدي إلى الإحباط وأحياناً إلى
العنف السياسي، حتى مع عدم وجود حرمان اجتماعي أو اقتصادي.
د- الطابع الدفاعي لسياسات الهجرة
أدى ذلك إلى سياسات الهجرة الدفاعية التي أخطأت الرؤية الأوسع نطاقاً نحو تماسك
اجتماعي أعظم.
هـ- تأثيرات السياسات الأمنية الجديدة
إن نهج ما بعد ٩/١١ تجاه الأمن يجعل المسلمين أيضاً أهدافاً محددة، ويضعهم في خلاف مع
المجتمعات التي يعتبرون أنفسهم مواطنين شرعيين فيها، وهذا يعزز عقلية الغيتو. وردا على
الضغوط الاجتماعية الخارجية، دُفِعَ المسلمون إلى الجنوح في سلوآهم وأصبحوا مستمعين
متزايدين لتعليمات متطرفة خارجة عن سيطرة المساجد القائمة والسلطات المحترمة (أصبح
الإسلام "هوية احتجاج").
٦ -على الصعيد الإقليمي:
خطوات الاتحاد الأوروبي نحو دمج المسلمين
(أ) دور الاتحاد الأوروبي في تشجيع الاندماج ومنع الراديكالية
• لا يوجد أي أساس قانوني في معاهدات الاتحاد الأوروبي يجعل الاتحاد يتصرف
بموجب سياسة الاندماج أو يوجِّهُها – فالتنفيذ متروك للدول الأعضاء.
13
• غير أنه نظراً إلى سياسات الحدود المفتوحة يعتقد الأعضاء بصورة متزايدة أن الاتحاد
الأوروبي يجب أن يؤدي دوراً أآثر نشاطاً في تشجيع سياسات التفاعل الجيد، ومعايير
التناسق، ورصد السياسات.
ب) الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي نحو دمج المسلمين
• تشرين الأول/أآتوبر ٢٠٠٢ :
قرر زعماء الاتحاد الأوروبي أن ينشئوا مراآز اتصال
قومية بشأن الدمج، لتسهيل تبادل المعلومات حول التحديات وأفضل الممارسات بين
الدول الأعضاء.
• في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٤ :
اعتمد زعماء الاتحاد الأوروبي ١١ مبدأً أساسيا
مشترآاً لسياسة دمج المهاجرين. تؤآد هذه المبادئ أن الدمج عملية ذات اتجاهين للقبول
المتبادل بين جميع المهاجرين في البلد المضيف والمقيمين فيه. وعُرِّفَت المبادئ التالية
بأنها ضرورية للدمج: الحصول على العمل، والتعليم، والخدمات العمومية؛ والحماية
من التمييز؛ ومعرفة أساسية بلغة المجتمع المضيف وتاريخه ومؤسساته؛ ومشارآة
المهاجرين في العمليات الديمقراطية للدول الأعضاء واتخاذها القرارات السياسية.
• أيلول/سبتمبر ٢٠٠٥ :اقترحت المفوضية الأوروبية "جدولَ أعمالٍ مشترآاً للدمج" وهو
يحتوي على تدابير لتنفيذ هذه المبادئ الأساسية.
• توجيه من تلفزيون الاتحاد الأوروبي بلا حدود:
يحظر التحريض على الكراهية القائمة
على أساس العنصر أو الجنس أو الدين أو القومية في الإذاعات.
• توجيه في التجارة الإلكترونية:
يشتمل على أحكام تسمح للدول الأعضاء باتخاذ تدابير
ضد إضفاء طابع راديكالي على العنف وتجنيد إرهابيين في القارة الأوروبية. وتعمل
بعض البلدان (المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا) على الاقتضاء من "رجال الدين"
الأجانب أن يثبتوا أن لديهم معرفة أساسية باللغة والعادات.
• شبكة الهجرة الدولية أُنشئت آمشروعٍ تجريبيٍّ بعد انعقاد المجلس الأوروبي في لايكين
في عام ٢٠٠١ ونيطَتْ مهمة وضع نظام لتبادل المعلومات عن اللجوء والهجرة وبلدان
المنشأ. وسيكون هذا عنصراً هاما في تطوير الاستراتيجية الأوروبية لدمج المهاجرين.
• الكتاب الأخضر في الهجرة الاقتصادية:
حُجَّةُ الهجرة الاقتصادية؛ قواعد ملائمة في
الاتحاد الأوروبي لقبول المهاجرين الاقتصاديين؛ لا مجرد سياسات قبول وإنما سياسات
دمج أيضاً؛ الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى مهاجرين أآثر لسد الفجوات في اليد العاملة
والمهارات؛ الهجرة القانونية يمكن أن تؤدي دوراً هاما في تعزيز الاقتصاد القائم على
المعرفة والقدرة التنافسية؛ سيظل تعزيز القدرة على الدمج هو المفتاح.
14
• اليوم، أعيدَ تقييمُ مفهومَي الانصهار والتعدد الثقافي، ويُعتبر أن نهجاً أآثرَ واقعيةً قد
برز منهما. وأَثبتت أفضلُ الممارسات التي جَمَّعَها الاتحاد الأوروبي أنها هي النهج الذي
٥ أُخِذَ في الاعتبار اليوم لإيجاد بيئة مواتية للدمج الناجح
.
٧ -على الصعيد الوطني:
مبادرات لتعزيز دمج المسلمين
السياسات الرئيسية المتصلة بدمج المسلمين في المجتمع – بما في ذلك قوانين الجنسية،
والتعليم، ومعاملة المؤسسات الدينية، وتدابير مكافحة التمييز – تقع إلى حد آبير ضمن
اختصاص الحكومات منفردة.
(أ) من حيث التعليم:
9 دورات دراسية إلزامية في لغة المجتمع المضيف وتاريخه وثقافته ومؤسساته
(يحتوي قانون الهجرة الألماني الجديد الصادر في ١ آانون الثاني/يناير ٢٠٠٥ على
أحكام لبرامج من هذا القبيل؛ والوافدون الجدد إلى هولندا من خلفيات متعددة الأعراق
ملزمون بحضور دورة آاملة في ‘متطلبات الجنسية الهولندية’ وباجتياز امتحان فيها
يشمل مستوى معيناً من إتقان اللغة قبل دخول البلد، ويجرى الفحص في بلد المنشأ
بمساعدة حاسوب لغوي موصول بهاتف؛ وفي المملكة المتحدة تُجرى حفلاتُ تجنُّس
للمتجنسين الجدد تقتضي حَلف يمين الولاء للملكة والتعهدَ باحترام حقوق المملكة
المتحدة وحرياتها. وتؤآد الحكومة أن مقتضيات اللغة و "الروح البريطانية" إنما يقصد
بها ضمان قدرة المواطنين الجدد على العيش في المجتمع).
9 تدريس اللغة للأئمة (في تشرين الأول/أآتوبر ٢٠٠٤ ،مثلاً، مَوَّلت مؤسسة إسبانية
تدريس اللغة الإسبانية للأئمة؛ وأنشئت مجالس إسلامية في فرنسا وهولندا لتعليم الأئمة
الأجانب الوافدين الثقافة الأوروبية؛ لكن توجد أيضاً مؤسستان اثنتان في المملكة
المتحدة، إحداهما هي الكلية الإسلامية في لندن).
9 زيادة فرص حصول الجالية الإسلامية على التعليم:
مثلاً، في المملكة المتحدة:
- صُمِّمَت خطة للعمل مع الأطفال الصغار الموهوبين في المناطق المحرومة لضمان
تحسين فرص دخول أبناء الأقليات إلى أفضل الجامعات.
- العمل أيضاً على زيادة عدد المدرِّسين من أبناء الأقليات ليكونوا قُدوة يُقتدى بها في
المدارس البريطانية.
شهدت فرنسا عدداً متعاقباً من نُهوج الدمج، تتراوح من الانصهار البسيط إلى الاعتراف بالاختلاف وترقيته إلى ثراء محتمل ثم إلى وعي بمشاآل 5
التمييز في الآونة الأخيرة (٢٠٠٠.(
15
(ب) من حيث قبول الممارسات الدينية:
9 تعلن بعض البنوك الآن امتثالها القواعد التي تحكم أعمال البنوك الإسلامية
(مثلاً، في المملكة المتحدة).
9 الاحتفال بأعياد المسلمين وإعطاؤهم تسهيلات لأداء الصلاة في مكان
العمل.
9 إصدار سندات إسلامية تمنع دفع الفائدة أو جبايتها، وفقاً لأحكام القرآن الكريم (في
ألمانيا، مثلاً).
9 تمويل الدولة لمدارس المسلمين، (في إنجلترا وويلز، مثلاً، جرت العادة تقليديا بأن
تموِّل الدولة مدارس آنيسة إنجلترا، والمدارس الكاثوليكية والمدارس الدينية اليهودية.
ومنذ عام ١٩٩٧ ،مدَّت نطاق التمويل ليشمل المدارس الإسلامية. وتمول الدولة في
الوقت الراهن أربع مدارس إسلامية، من بينها المدرسة الإسلامية في لندن).
9 إنشاء مدارس إسلامية، (حفزت المناقشة التي دارت حول الحجاب، مثلاً، على إنشاء
مدارس إسلامية عامة معتمدة من الدولة. وقد أنشئت مدرسة من هذا النوع في ليل
بفرنسا، منضمةً بذلك إلى المدرسة الأخرى التي أُنشئت في لارينيون قبل بضعة عقود؛
وآذلك توجد ٣٧ مدرسة ابتدائية إسلامية ومدرسة ثانوية واحدة في روتردام بدأت في
عام ٢٠٠٠ ،وتعترف بها الدولة وتمولها لنفس الأسباب القانونية التي تمول بموجبها
"المدارس الخاصة" الأخرى، التي أُنشئت على أساس ديني، وهذه ممارسة قائمة في
هولندا منذ أمد بعيد).
9 إنشاء جمعيات إسلامية (يوجد مثلاً ما يقرب من ٦٠٠ ١ جمعية إسلامية وجامع في
فرنسا، آما أنشئ "المجلس الفرنسي للدين الإسلامي"، الذي يُقصد به أن يمثل التيار
الرئيسي للمسلمين الفرنسيين أمام الحكومة الفرنسية.
9 إنشاء مجموعات ممولة من القطاع الخاص لمساعدة المسلمين (مثلاً، في إسبانيا
ودول أخرى، آبريطانيا وإيطاليا: أنشئ آثير من هذه المجموعات في العقود القليلة
الماضية لتقديم آل شيء إلى المسلمين - من الخدمات الاجتماعية إلى القيادة السياسية).
9 إنشاء مراآز بحوث في الإسلام (أنشئ، مثلاً، عددٌ من مراآز البحوث شارآت فيها
مجموعة منوعة من الباحثين، منها في جملة مراآز أخرى مرآز الإسلام في أوروبا
(في بلجيكا)، ومرآز الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية (في النرويج). وآانت
مراآز الجامعات الأوروبية حتى الآن المصادر الوحيدة للمعرفة عن الإسلام والثقافات
الإسلامية)؛
9 تحسين الحوار ودعم الأصوات الإسلامية: في المملكة المتحدة، مثلاً:
- تشجيع ظهور أصوات إسلامية معتدلة؛
- يجب أن يرفع المسلمون أصواتهم ضد التطرف، وأن يواجهوا الخطباء الراديكاليين
بنشاط.
16
9 تيسير الوصول إلى المجتمع المدني:
- تعيين مزيد من المسلمين آموظفين لإنفاذ القوانين؛
- تشجيع جيل الشباب المسلمين على المشارآة في المؤسسات المدنية، ونقابات
العمال.
(ج) الحماية من التمييز ومعالجة الحرمان:
9 أُنشئت المنظمة الفرنسية لمكافحة الخوف من الإسلام، في عام ٢٠٠٣ ،لمراقبة أفعال
التعصُّب والتمييز ضد المسلمين.
9 اعتُمِدَ في الآونة الأخيرة قانون في المملكة المتحدة يحظر التحريض على الكراهية الدينية.
9 تقديم مِنَح جديدة على أساس المساواة العنصرية لمشاريع جاليات الأقليات.
9 مراآز جديدة للتدريب المهني ومشاريع الأعمال الحرة في المناطق التي تكثر فيها البطالة
بين الأقليات الإثنية.
9 إزالة الخسائر الضريبية التي تلحق بأصحاب الرهونات العقارية التي تتفق مع الشريعة
الإسلامية، التي تحظر دفع فائدة أو تلقّيها.
٨ -النتائج الرئيسية:
(أ) يبدو أنه يجب عدم إهمال أهمية القيم والثقافة العائلية. وينبغي لبرامج دمج الأطفال والأجيال
الشابَّة من المهاجرين أن تنقل شعوراً بالانتماء وتأآيداً لأهمية الهوية الشخصية لمنع العداوة
التي تأتي الأشخاصَ المقتلَعين من ديارهم من فقدان هويتهم.
(ب)التمثيل السياسي للمسلمين في أوروبا، لأنه ما زال ضئيلاً ويحتاج إلى زيادته.
(ج) أهم أولوية سياسية وأهم التحديات في سياسات الدمج الوطنية هي تضيق الفجوة القائمة في
التوظيف بين المواطنين وغير المواطنين. ويجب فعل المزيد لتوفير الوظائف والشمول
الاجتماعي مع توآيد المساواة بين الجنسين. وسيكون من المستصوب أن تعتبر العرقية
عاملاً إيجابياًَ لا في قبول الطلبة في الجامعات فحسب، وإنما في إعطاء تسهيلات ائتمانية
أيضاً لأصحاب المشاريع الصغيرة، والقروض التجارية الصغيرة، والقروض المقدمة لشراء
البيوت، وتعيين الحكومات لأبناء الأقليات العرقية في دوائر إنفاذ القوانين، معطيةً بذلك
إشاراتٍ واضحةً وإيجابيةً إلى أنها ترحِّب بأداء الأقليات دوراً في المجتمع المدني. وهي بذلك
تشجع على تعيين المهاجرين بواسطة رفع مستوى الوعي، وتقديم الحوافز الاقتصادية وغير
ذلك من التدابير الموجهة إلى الموظفين.
(د) توجد حاجة لإيقاظ "الموهبة السياسية" لدى صانعي السياسة ليتخذوا نُهوجاً جريئةً وإيجابيةً
فيما يتعلق بالهجرة والدمج. والحاجة إلى تعزيز الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يترآه
المهاجرون على سوق العمل الأوروبية، ولكنْ أوسع من ذلك بكثير أيضاً - عندما يخاطبون
17
وسائط الإعلام - يمكن أن يشيروا بقوة إلى المساهمات الإيجابية التي ساهم بها المهاجرون
المندمجون في المجتمعات المضيفة. ومع ذلك، يمكن أيضاً في أوروبا أن تجد الثقافة
الإسلامية أفضل فرصة للإصلاح والتحديث. فثمة طبقة إسلامية وسطى متنامية وعدد
متزايد من طلبة الجامعات المسلمين، مندمجون اندماجاً جيداً في المجتمع وسائرون على
طريق الحرآة الاجتماعية والاقتصادية، وهؤلاء يرفضون التطرف. وينبغي أن تفعل
الحكومات الأوروبية للاستفادة من هؤلاء المعتدلين وتوجِدَ من أبناء الأقليات أشخاصاً
يكونون بمثابة قدوة حسنة من النوع الذي يوجد منه الكثير في الولايات المتحدة: من
الشخصيات السياسية إلى أصحاب المحال التجارية إلى القيادات الأآاديمية.
(هـ) إن سياسة الهجرة الاستباقية والمتسقة والشفافة شرط مسبق لوجود سياسة دمج شاملة. ومن
العناصر الأساسية لهذه السياسة شفافية إدخال المهاجرين: ما الذي يُتوقع منهم وما الذي يمكن
أن يتوقعوه لأنفسهم (أدوات تمكِّن القادمين الجدد من أداء وظائفهم في المجتمع على نحو
آافٍ، والوصول إلى المرافق العمومية، إلخ). ويجب أن تسير السياسات الطويلة الأجل في
المجال الاجتماعي- الاقتصادي، الشامل للعمالة والإسكان والتعليم جنباً إلى جنبٍ مع سياسات
المجال السياسي والثقافي والديني بغية تهيئة أفضل الفرص لاندماج ناجح.
(و) يجب تزويد المجتمع المحلي بالموارد الصحيحة في إطارٍ معرَّفٍ بوضوح، تضعه سياسة
وطنية تعكس بدورها مبادئ توجيهية أوروبية واضحة للاندماج.
(ز) في محاولة لمكافحة التمييز والعنصرية والخوف من الأجانب ينبغي تحويل المؤسسات
العمومية وثقافات القطاع الخاص بالقول بوضوح وصراحة في خطابات عمومية إن للسكان
المسلمين مكاناً طبيعيا في المجتمع؛ وبتدريب موظفي الخدمات العمومية على قبول التعددية
الدينية، والحظر المهني لأي سلوك تمييزي؛ وتدريب موظفي الشرطة والمحاآم على تنفيذ
القوانين أو الإجراءات المناوئة للتمييز. ويجب أن تكون ثمة نُهوج ابتكارية لمنع التمييز ضد
المهاجرين في سوق العمل؛ ويجب أن يُعطى اهتمام خاص للشباب والأطفال المهاجرين
وآذلك عنصر الجنسانية.
(ح) نظراً إلى أنه لا غنىً عن اللغة لتحقيق الاندماج وينبغي تعزيزها تعزيزاً مكثَّفاً، يمكن اقتراح
حوافز أآثر تتصل بشروط الإقامة والجنسية (سهولة الحصول على أذون الإقامة الدائمة
وسرعته، تخفيض فترة الانتظار للتأهُّل للجنسية).
(ط) الحاجة إلى زيادة التعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لدى
العمل في ميدان الهجرة والاندماج لأن الأخير يقدم معلومات أآثر واقعية عن مشاآل
المهاجرين واحتياجاتهم، ويمكن أن يساعد على تصميم دورات دراسية لتلبية هذه
الاحتياجات.
(ي) يجب تغيير الصورة النمطية السلبية للإسلام بواسطة الاستخدام الصحيح لوسائط الإعلام؛
وإعادة تأآيد أهمية حقيقة أن ملايين المهاجرين المسلمين - وإن لم يندمجوا اندماجاً تاما-
يعيشون بسلام في البلدان المضيفة لهم، على الرغم من آل الصعوبات الضمنية. وإنما
المشكلة مع المتطرفين، وهم أقلية، والذين يميلون إلى الحض على الكراهية، وهم قليل،
لكنهم يمهدون الطريق إلى التعميم وإلى القول بوجود علاقة بين المهاجرين الإسلاميين
18
والإرهاب. وينبغي إعادة صياغة النصوص الإشكالية وإيلاء الانتباه للمفردات المستخدمة.
وآما تقول صحيفة الديلي ميل البريطانية، وهي مصيبة في ذلك: "إن أغلبية المسلمين ليسوا
إرهابيين، لكن أغلبية الإرهابيين مسلمون". ويجب أيضاً إرسال إشارة سياسية قوية تقول إن
الاندماج الناجح حيوي لنمو البلد والاتحاد الأوروبي واستقرارهما وتماسكهما، بدلاً من
وصف المهاجرين بأنهم يشكلون تحدِّياً اقتصاديا وأمنيا للمجتمع المستقبل لهم. علاوةً على
ذلك، يمكن أيضاً توجيه رسالة تفيد بأن الإسلام الآن هو ثاني أآبر ديانة في أوروبا، ولم يعد
في الإمكان اعتبار المسلمين "مهاجرين"، لأن أغلبيتهم فرنسيون وبريطانيون وهولنديون،
إلخ.، أو أنهم يعيشون في أوروبا منذ سنين عديدة – تصل في بعض الحالات، آما في
المملكة المتحدة، إلى أآثر من نصف قرن.
(ك) التحدي الرئيسي الذي يجب أن يواجهه المسلمون اليوم هو أن يتحدَّوا القراءات الراديكالية
لكي يتكلموا من داخلهم وفقاً لتعاليم الإسلام. ومن الأهمية بمكان العملُ على إيجاد ترجمات
للكَمِّ الهائل من المصادر الإسلامية، التي تمثِّل التقاليد الأدبية الإسلامية، وجعلُ الوصول إليها
ميسوراً بواسطة عمليات تحرير صحيحة. ويمكن بهذه الطريقة إجراء موازنة وتحييد للقراءة
الراديكالية للتقاليد الإسلامية، الأحادية الجانب والمُساء تفسيرُها والمُساء تمثيلُها، بواسطة
الدراية الصحيحة لأنها تقوم على المصادر الأصلية التي لا مراء فيها. وبمنظور أوسع، من
شأن تيسير الترجمة من آنوز الأدب العربي، والعمل في الاتجاه المعاآس: ترجمة الأدب
الغربي إلى اللغة العربية أن يكونا واحدة من أدوات تحقيق تفاهم متبادل أفضل.
(ل) التعجيل بإقامة بنية أساسية تعليمية لتدريب أئمة في القارَّة. تخفيض خطورة الإرهاب بدمج
قادة دينيين إسلاميين صادقين ومستقلين في أنشطة التنمية. ويمكن القول، بوجه عام، إن
إيجاد طريقة لبناء الثقة في جالية المهاجرين والترآيز على عناصرَ لِكَسب تعاونها، وإشراك
المهاجرين المسلمين والزعماء الدينيين في برامج تدريبية في التربية المدنية والديمقراطية
والتعددية ومبادرات التسامح، والإسلام ووسائط الإعلام، والإسلام والجنسانية. وينبغي أن
تتلقّى المنظمات أو المجالس الإسلامية مساعدة أآثر من الحكومات غير الاجتماعات القليلة
جداً أو الاجتماعات القصيرة لتبادل الآراء. وإن التوفيق يمر أيضاً من خلال تمكين
المنظمات الشعبية.
٩ -المبادرات الاندماجية للحلف:
(أ) إقامة "بيت الإسلام" في آل مدنية أوروبية آبيرة، وتتخذ هذه البيوت مثلاً تحتذيه في "معهد
العالم العربي" الموجود في فرنسا، لكن بتفويض أوسع نطاقاً. و "بيت الإسلام" هذا لا ينبغي
أن يكون بالضرورة محدوداً بمرآز فعلي واحد أو بناية واحدة. لكنه يمكن أن يكون بيتاً
‘افتراضيا ‘يتألف من مجموعة متعددة من المبادرات في مراآز أآاديمية للتعلٌّم، لكن يمكن
أن يقوم أيضاً على مستوى أحياء المدينة، حيث يمكن للمسلمين وغير المسلمين أن يلتقوا
ويتعلموا أآثر بعضُهم عن بعض. وسيكون البيت مرآز خبرة في الثقافة الإسلامية واندماجها
في الغرب. وسيكون "بيت الإسلام" منتدىً ومنبراً يجتمع فيه أشخاص - هم نماذج اندماج
19
ناجحون - بالشباب المسلمين وغير المسلمين ليتبادلوا الخبرات عن الاندماج، وينشروا حقيقة
أن التنوُّع الثقافي والاندماج الناجح من مصلحة الجميع. ومن شأن هذا أن يعطي حافزاً
للشباب المسلمين ويشجعهم على الحوار وتبادل الخبرات بين مجموعات المهاجرين وأجيال
المهاجرين. ويمكن أيضاً دعوة ضيوف خصوصيين (يُعرَفون بأنهم فخرٌ للمسلمين) يتألفون
من المثقفين المسلمين، وآبار التجار المسلمين، ومشاهير مذيعي التلفزيون، ويكون هؤلاء
الضيوف قدوةً حسنةً للشباب المسلم.
(ب)إنشاء برنامج تلفزيوني يُكَرَّسُ مرةً آل أسبوع لبرامج تتعلق بكل جالية مسلمة بتقاليدها
وثقافاتها وعاداتها وأنشطتها لزيادة تثقيف السكان غير المسلمين. ويمكن أيضاً التفكير في
حملات لترويج فوائد التنوُّع والبيئة التعددية.
(ج) إقامة مراآز لـ "لقاء الأمهات مع الأمهات" لأن الأم هي رآن الأسرة. وفي آل محلة أو
مقاطعة يجمع المرآز بين أمهات من جاليات إسلامية مختلفة، ويحضرن دورات ترآِّز على
أهمية التعليم والكفاءة اللغوية والتربية الوطنية.
(د) إقامة منبر استشاري مرآزي في المدن الكبيرة يعمل على مستويات مختلفة للمشاورات
والإرشاد والنصيحة لمساعدة المسلمين في حل مظالمهم وإرشادهم إلى القنوات الصحيحة
المتاحة في الحكومة والمجتمع المدني. وسيشمل المرآز الاستشاري عدة لواقط لاستشعار
أوضاع في مجالات تتراوح من العمالة إلى القضايا الاجتماعية. وسيكون لمنظمة من هذا
القبيل مرآز قوي ومصداقية ودعم من الحكومة والمجتمع المدني، وآذلك ستكون لها
الاتصالات الصحيحة مع القطاع الخاص للقيام بعدة واجبات أساسية، للعمل – مثلاً –
آمدرب لمساعدة الشباب على إنشاء مشاريع تجارية خاصة بهم؛ وتقديم المساعدة في حالة
التمييز المهني.
(هـ)تنظيم حفلات موسيقية لفنّانين من مختلف مناحي الحياة والأديان لتشجيع الحوار من أجل
السلام والاحترام بغية بناء جسور.
(و) تطوير شبكة إنترنت في أوروبا للمنظمات الإسلامية يَسهُل الوصول إليها على نطاق واسع
للاحتفاظ بسجلات للممارسات الجيدة، وتشجيع تبادلها في آل أنحاء البلد وما وراء حدوده،
وآذلك لتقدير آفاءتها وقابليتها للنقل إلى سياقات مختلفة بصورة مستمرة. ويمكن أيضاً أن
يحتوي الموقع الإلكتروني على أدوات تعليمية في ثقافة المجتمع المضيف ومؤسساته
وقانونه.
(ز) يمكن لشرآات خاصة ذات مكانة عالمية ونفوذ آبير أن تُوَظِّفَ مهاجرين يكونون قدوة
حسنة، ويمكن فيها التشجيع على عدم التمييز واندماج المهاجرين وإنصاف الجنسين. ويمكن
لشرآات أخرى أن تنقل هذه الممارسات إليها. وبروح الأخوَّة الإسلامية، يمكن للبلدان
المسلمة أن تساعد المهاجرين على إقامة مشاريع تجارية في البلد المضيف، بتمويل
مشاريعهم؛ ومراقبتهم حتى تترسَّخ مشاريعهم وتنجح؛ وهؤلاء بدورهم سيساعدون شباباً
مسلمين غيرهم على إقامة مشاريع تجارية لأنفسهم أيضاً. وستحظى هذه النماذج من الناس
بتغطية من وسائط الإعلام وتعمل بمثابة حفاز للأجيال المقبلة.
20
(ح) تؤدي وسائط الإعلام دوراً أساسيا في تقديم تغطية متوازنة؛ وتقدِّمُ بمسؤوليةٍ إلى الجماهير
معلومات تعينها في مناقشتها للهجرة والاندماج. ومن هنا يلزم إقامة أشكال مختلفة من
التعاون مع وسائط الإعلام. ويلزم تقديم إرشاد للصحفيين في مهنتهم.
(ط) تنظيم رحلات بين الشباب المسلمين وشباب السكان المحليين ليعيشوا، بعضهم مع بعض،
ويتعلموا، بعضهم من بعض، ويتبادلوا الخبرات، بعضهم عن ثقافة بعض، ويبددوا الشعور
بالغربة والخوف من الآخر، السائدين لدى آلا الجانبين. ومن شأن هذه المبادرة أن تعزز لا
الحوار المتبادل والتفاعلات فقط، وإنما الأنشطة المشترآة أيضاً. فستتاح لغير المسلمين
فرصة لأن يعرفوا الشباب المسلمين لأنهم يعيشون معهم، بدلاً من المفاهيم التي تكونت لديهم
عن المسلمين مما وصفتهم به وسائط الإعلام. ويمكن تعزيز هذه النماذج في وسائط الإعلام
وبذلك تكون بمثابة أمثلة للبالغين.
(ي)إقامة الثقة والعلاقات الحسنة مع الجيران، بطرق منها مبادرات الاستقبال، مثلاً.
استنتاج:
مستقبل أوروبا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح اندماج المهاجرين المسلمين في المجتمعات الأوروبية.
وإذا فشلت أوروبا في دمج المهاجرين المسلمين فإنها ستفشل أيضاً في توحيد الأوروبيين في ظل
هوية سياسية مشترآة، وستدفع الثمن على شكل نزاعات اجتماعية، ووطنية متطرفة، وآراهية
بين الإخوة المواطنين. وإن على المهاجرين المسلمين والمجتمعات المضيفة – آليهما -
مسؤوليات متبادلة من هذه الناحية. فلا يمكن حل الخلافات إلا بالقبول المتبادل. والهدف النهائي
هو إقامة مجتمع أوروبي واحد، بينما يحافظ على الهوية الثقافية للبلدان والأقاليم آاملةً – إنه نوع
ومن آبار ٦ التوحيد الذي يعتبر أطول الأسس بقاءً وأآثرها استقراراً لإقامة "أوروبا الكبيرة".
، من يقولون إن "التحدي اليوم هو أن تجعل المسلمين يفهمون ٧ المفكرين، أمثال طارق رمضان
أنه لا ينبغي لك أن تكون أقل إسلاماً لتكون أآثر أوروبيةً. يمكنك أن تكون مسلماً وأوروبِّـيا
٨ معاً."
تعليقات
إرسال تعليق