البيت
درس في مادة اللغة العربية، مكون النصوص القرائية، وحدة المجال الاجتماعي والاقتصادي، حول النص القرائي البيت، لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.
النص القرائي “البيت”:
إن الطابع الأساسي البارز للبيت ليس هو عظمته ولا كونه قصرا أو منزلا عاديا بسيطا، وإنما هو في الروح التي تسيطرعلى داخله، أي في العلاقة المبنية على المحبة التي تربط بين أفراده، فإذا أحسوا برباط المودة يخيم عليهم فإنهم يشعرون بالسعادة الحقيقية التي لا يمنحها لهم جاه ولا مال، وهذه المحبة ضرورية حتى للقيام بالمهمة التي يفرضها البيت على أفراد العائلة، لأن هذه الطمأنينة هي التي تسهل على الأمم القيام بالعناية التامة بأبنائها، تلك العناية التي يحتاج إليها الأطفال البشريون أكثر مما يحتاج إليها غيرهم من صغار الحيوانات التي لا تلبث إلا قليلا حتى تستطيع الاستقلال بنفسها.فمهمة البيت إذا عظيمة جدا لأنها هي التي تعلمنا مبادئ كل شيء نتلقاه في هذا الوجود، فبقدر ما يكون البيت كامل الوسائل، مستوفي الشروط يستطيع الناشئون فيه أن يخرجوا للعالم وهم على مسكة عظيمة من الاستعداد لاستكمال معلوماتهم، واستعمال الخبرة البيتية التي هي رأسمالهم في الحياة. ولذلك فإن الذين يعبرون عن البيت بمهد المعرفة الأول، وعن ربة البيت بالمدرسة الأولى هم صادقون في تعبيرهم إلى أبعد حدود الصدق.فالبيت هو الذي يعلمنا قبل كل شيء اللغة التي نتكلم بها، ولولا المجهودات الأولية التي تبذلها العائلة في هذه الناحية لما استطعنا أن نحصل على وسائل المخاطبة بنفس السهولة التي نحصل عليها الآن. وليس أدل على ذلك من الصعوبات التي نتلقاها كلما أردنا أن نتعلم في الكبر لغة أجنبية عنا.ولذلك فإن البيت الذي يتقن الوالد والوالدة فيه لغة بلادهما يقدم للمجتمع خدمة عظيمة الشأن، لأنه يربي ملكة هذه اللغة وتذوقها في نفوس الناشئين به، ونحن نستطيع أن نرى الفرق بين من ينشأ في عائلة يجيد فيها الوالدان اللغة العربية وآدابها وبين من ينشأ في بيت لا يعرف أعضاؤه إلا معجما بسيطا لا أثر له في التربية ولا في الإعداد. وتعظم الفائدة أكثر إذا كانت الأسرة تتكلم عدة لغات، فإنما تختصر الطريق على الطفل إذ تعلمه لغتين أو ثلاثا يستطيع أن يدخل بها ميدان الدراسة وهو مزود محظوظ، كما يستطيع المجتمع أن يستفيد من خبرته خصوصا في وسط مثل وسطنا الذي تزدحم فيه اللغات، وتكثر في مناطقه اللهجات.والطفولة هي مهد الانطباعات الجميلة والقبيحة، ولذلك فإن للبيت مهمة تربية الذوق الجميل في نفوس أبنائه فيستطيع أن يربي فيهم حاسة الشعور وحبه، والقبح واستنكاره، وحاسة الرحمة والشفقة والحنان، وما إلى ذلك من وسائل التربية الإنسانية التي تكون منا متحضرين بالمعنى العميق للكلمة.علال الفاسي، النقد الذاتي، مطبعة الرسالة (1979)، ص: 319-320 (بتصرف).
I – عتبة القراءة:
1 – ملاحظة مؤشرات النص الخارجية:
أ – صاحب النص:
فيما يلي بطاقة التعريف بالكاتب علال الفاسي:
مراحل من حياته | أعماله |
|
|
ب – مجال النص:
يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي.
ج – مصدر النص:
النص مقتطف من كتاب «النقد الذاتي» للكاتب علال الفاسي.
د – نوعية النص:
مقالة تفسيرية نقدية ذات طابع تحليلي وتوجيهي.
هـ – العنوان (البيت):
- تركيبيا: يتكون العنوان من كلمة واحدة، فهو عنوان مفرد.
- معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال الاجتماعي (البيت = الأسرة = المجتمع).
- دلاليا: البيت هو مكان إقامة الشخص والأسرة داخل المجتمع، وينسجم العنوان مع كل فقرات النص بالنظر إلى تكرار لفظ «البيت» داخله.
و – الصورة المرفقة:
تمثل الصورة مشهدا لبيت يجسد الصورة المثالية التي يفترض أن يكون عليها أي بيت، حيث الالتئام والانسجام بين أفراد الأسرة واضح في المشهد بالنظر إلى اجتماعهم في بهو البيت لمشاهدة التلفاز.
2 – بناء فرضية القراءة:
بناء على القراءة الاولية للقصيدة نفترض أن موضوعها سيتناول دور البيت في التربية.
II – القراءة التوجيهية:
1 – الإيضاح اللغوي:
- رباط: علاقة.
- جاه: سلطة.
- المسكة: التعلق والإعتصام بالشيء.
- ملكة: صفة راسخة في النفس.
- المهد: الموضع الأول.
- الانطباع: الآثار.
- الذوق الجميل: الإحساس الإيجابي والانطباع الجيد.
2 – الفكرة المحورية للنص:
يبين النص دور البيت في التربية الإنسانية للأطفال وبالتالي خروجهم للعالم وهم على أتم الاستعداد لمواجهة المصاعب وذلك بفضل المحبة التي تربط بين أفراده.
III – القراءة التحليلية للنص:
1 – الأفكار الأساسية:
- مفهوم البيت يتجلى في الروح التي تسيطر داخله، والعلاقة المبنية على المحبة التي تربط بين أفراده
- في البيت يتعلم الطفل المبادئ الأساسية لكل شيء في الوجود لأنه يعد مهد المعرفة.
- يبين الكاتب أن البيت هو المصدر الأول لتعلمنا اللغة وإتقانها للانفتاح على العالم والتواصل معه، كما ذكر دور الأسرة التي تتقن لغات متعددة في اختصار طريق التعلم على الطفل وتسهيلها.
- مساهمة البيت في مهمة غرس الأخلاق الحميدة في الطفل تجعله متحضرا بمعنى الكلمة.
2 – عناصر النص باعتباره نصا تفسيريا / حجاجيا:
إصدار الحكم | تفسير الحكم | البرهنة والاستدلال | النتيجة |
مكانة البيت تقاس بمدى قوة علاقة المحبة التي تربط بين أفراد الأسرة. |
| من الأمثلة التي يضربها الكاتب للبرهنة على صدق حكمه مثال اللغة التي يكتسبها الطفل بفضل عائلته. | تربية الذوق الجميل والسلوكات الحضارية في نفوس الأبناء. |
3 – الحقول الدلالية:
المعجم الاجتماعي | المعجم الثقافي | المعجم التربوي |
البيت – أفراد – المحبة – العائلة – الأطفال – المجتمع – الوالدان – الطفولة | معلومات – المعرفة – يعلم – لغة – نتلقى – معجما – الفائدة – تتكلم – الدراسة – اللهجات | العناية – مبادئ – الناشئون – الاستعداد – المجهودات – تربية – الشعور- الحب – الرحمة – الشفقة – الحنان – متحضرين |
الدلالة:
هيمنة الألفاظ الدالة على المعجم التربوي تدل على أهمية التربية في غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال وتنمية ثقافتهم وإعدادهم للاندماج الإيجابي داخل المجتمع.
4 – الروابط والضميمات:
ما يدل على التعليل والتفسير
| ما يدل على الشرط والجواب |
ما يدل على السبب والنتيجة
|
أي – لأن – إذ – حتى | – فإذا …. فإن ….
– لولا … لما ….
– إذا كانت …
| إذاً – لذلك – كلما – إنما |
VI – التركيب والتقويم:
1 – التركيب:
لا تقاس مكانة أي بيت بفخامته وعظمته، ولكنها تقاس بنوع العلاقة السائدة بين أفراده، فكلما كانت هذه العلاقة مبنية على الترابط والتآخي والمحبة أدى ذلك إلى تحقيق الطمأنينة وساهم في العناية بالأبناء وإعدادهم ودفعهم نحو تطوير معارفهم وذواتهم. وتبرز أهمية البيت في كونه المهد الأول للتعلم والتنشئة الاجتماعية بدءً باللغة التي يتلقاها الطفل من أبويه، وانتهاء بالقيم والمبادئ التي تغرس في الفرد الذوق الجميل والسلوك الحضاري الإنساني.
2 – التقويم:
من القيم المحمولة في هذا النص:
- قيمة اجتماعية: دور البيت في التنشئة الاجتماعية من خلال تهيئ الأفراد للاندماج في المجتمع.
- قيمة أخلاقية: البيت المثالي هو الذي يربي في نفوس أبنائه الأخلاق الحسنة والسلوكات الإيجابية والحضارية.
تعليقات
إرسال تعليق